في مثل هذا اليوم من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم الدولي للطفلة-اليوم العالمي للفتاة-» وفي أثناء السنوات العشر الماضية، وكان هناك اهتمام متزايد بالقضايا التي لها أهميتها بالفتاة بين الحكومات وصانعي السياسات وعامة الجمهور، وإتاحة مزيد من الفرص للفتيات لإسماع أصواتهن على المسرح العالمي.
ومع ذلك، لا تزال الاستثمارات في حقوق الفتاة محدودة، ولم تزل الفتيات يواجهن عددًا لا يحصى من التحديات لتحقيق إمكاناتهن؛ وتفاقمت تلك التحديات بسبب أزمات تغير المناخ المتزامنة وجائحة كورونا والنزاعات الإنسانية. ولم تزل الفتيات في جميع أنحاء العالم يواجهن تحديات غير مسبوقة في تعليمهن، وسلامتهن الجسدية والعقلية، وإتاحة الحماية اللازمة لتوفير حياة خالية من العنف. وتسببت جائحة كورونا فى تفاقم الأعباء الحالية على الفتيات في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أنها فتتت مكاسب مهمة تحققت على مدار العقد الماضي.
وفي الشدائد، تتجلى الحيلة والإبداع والمثابرة والمرونة، هذا وقد أظهرت 600 مليون مراهقة في العالم مرارًا وتكرارًا أنه في ظل المهارات والفرص المتاحة، يمكن أن يصبحن صانعات للتغيير الدافع للتقدم في مجتمعاتهن، وأن يعدن البناء من جديد بصورة أقوى للجميع، بما في ذلك المرأة والفتاة والرجل.
والفتيات جاهزات لعقد من التسارع سعيا إلى الأمام، ها وقد حان الوقت لنا جميعًا أن نتحمل المسؤولية -مع الفتيات ولأجلهن- وأن نستثمر في مستقبل يؤمن بقدرتهن وقيادتهن وإمكاناتهن.
في البداية، تقول الدكتورة ماريان أمير عازر، عضو لجنتي البحث العلمي والعلاقات الخارجية بالمجلس القومي للمرأة، للفتاة حقوق متعددة، منها حقوقها في التعليم، ونحن نعلم أن منذ العصر الفرعوني و الفتاة لها حق التعليم، فحقها في التعليم ليس من المكتسبات الجديدة للفتاة؛ ولكنه فكر راسخ في الثقافة المصرية والأمر الذي يفرض علينا أن يستمر، فحرمانها من التعليم يحرمها من الاستقلالية المادية فيما بعد ويحرمها من المعرفة والثقافة، وهذا حق لا يمكن التنازل عنه وحقها في اختيار سن الزواج واختيار شريك الحياة، فلا إجبار في السن الصغير على أي شيء بالقسوة.
وتابعت: كذلك إهدار حق الفتاة أو المرأة في الميراث وحرمانها منه تعد جريمة يعاقب عليها القانون، فضلا عن حقها المجتمعي بشعورها بالأمان حتى عند سيرها في الشارع دون التعرض للمضايقات وهذه ضمن أهم الحقوق التي نوه إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق.
ما هي التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الفتاة؟
وفي سياق متصل، توضح عبير سليمان، الباحثة في شئون المرأة، أنه على مستوى العالم يهمنا مصلحة للطفل سواء كان ذكر أو أنثى فكان من باب أولى نلقي الضوء على الفتاة تحديدا من طفولتها و صبها وصولا بزواجها وتوليها المناصب، لأن فكرة حقوق الطفلة أو الفتاة فكرة مضاعفة عن الذكور؛ حيث نجد هناك تحديات اجتماعية واقتصادية أقوى بكثير جدا من الذكور على المستوى التربوي المستوى الاجتماعي والمستوى المهني والعملي، لذلك من باب أولى أننا ندعم تربية الطفلة أو ندعم الطفلة والفتاة في النشأة الأولى كي تكون شخصية صلبة تستطيع أن تواكب التحديات التي تواجها لكي تستطيع أن تكون عنصر فعال يحصل على مستحقاته ومكتسباته.
ما هو دور المجتمع ومؤسساته في دعم الفتاة؟
وأضافت، من الطبيعي للمجتمع ومؤسساته أن يكون بمبادرات تدعم حقوق الفتاة، وأن نجد ملتقي الفتاة والمجتمع ذكورا وإناثا، وفي الأغلب يأخذ المجتمع فترة كبيرة لكي يستجيب، لكن المراهنة تكون على العناصر النسائية أو الفتيات أنهم يستجيبوا لتلك المبادرات ويكون محققات ويبدو أنهن يمارسن كحاصلات على المكتسبات والحقوق بشكل نضالي وشكل ميداني، لأن التخاذل والتراجع للفتيات الذي نغذيه كمجتمع داخل وجدانهن يضعف أي قضية أو أي مبادرة كانت، مطالبة بتسليح الفتيات من الصغر وتربيتهن تربية مثلى وكذلك تسليح الأمهات بكيفية تربية الفتيات وتسليح المؤسسات التعليمية والإعلامية وإعطائهن سبل وأدوات وبدائل لطرح المبادرات الحقوقية الخاصة بالفتاة.
Discussion about this post